قرارات هامة للنيابة العامة فى واقعة غرق السباح يوسف محمد إبن بورسعيد
حبس الحكم العام و3 من طاقم الإنقاذ
أصدرت النيابة العامة قرارات هامة في واقعة غرق اللاعب يوسف محمد أحمد عبد الملك، حيث قررت حبس الحكم العام وثلاثة من طاقم الإنقاذ احتياطيًا على ذمة التحقيقات، وذلك بعد ثبوت مسؤوليتهم المباشرة عن وفاة اللاعب نتيجة الإهمال خلال مشاركته فى بطولة الجمهورية للسباحة باستاد القاهرة الدولى.
وجاء قرار الحبس بعد استجواب المتهمين ووقوف النيابة على ما نسب إليهم من تقصير أدى إلى وقوع الحادث.
استدعاء رئيس الاتحاد المصرى للسباحة
وسوف تواصل النيابة العامة استكمال تحقيقاتها، باستدعاء رئيس الاتحاد المصرى للسباحة والمختصين به، وكذا المختصين بنادى الزهور الرياضى، واستعجال ورود تقرير مصلحة الطب الشرعى، وسؤال القائم على إعداده، وكافة من تسفر عنه التحقيقات.
وكانت النيابة العامة تلقت مساء اليوم الثانى من ديسمبر الجاري بلاغًا بوفاة اللاعب يوسف محمد أحمد عبد الملك “12 عاماً ” أثناء مشاركته فى بطولة الجمهورية للسباحة، المقامة بمجمع حمامات السباحة باستاد القاهرة الدولى.
وعلى الفور باشرت النيابة العامة التحقيقات وانتقلت إلى محل الواقعة ومعاينته، حيث تبين عدم وجود آلات مراقبة تفيد فى مجريات التحقيق، ثم انتقلت إلى مقر الاتحاد المصرى للسباحة، وضبطت الملف الطبى الخاص باللاعب ، وكذا مقطعًا مرئيًا مصورًا يتضمن كامل تفاصيل الواقعة.
كما تحفظت النيابة على أجهزة تسجيل آلات المراقبة لتفريغها، وضبطت كافة المستندات المنظمة لإجراءات إقامة البطولة بجميع مراحلها، وما يتعلق بالإشراف الطبى عليها.
مناظرة جثمان المجنى عليه
كما انتقلت إلى مستشفى دار الفؤاد وأجرت مناظرة لجثمان المجنى عليه، وقررت ندب الطب الشرعى لتشريحه لبيان سبب الوفاة، وعما إذا كان يعانى من أية أمراض تحول دون اشتراكه فى مثل تلك المسابقات من عدمه وكذا بيان عما إذا كان قد تم اتباع كافة الإجراءات الطبية الصحيحة واللازمة فى التعامل مع حالته عقب انتشاله من حمام السباحة وحتى وفاته وفقا للأصول الطبية والمهنية المتعارف عليها.
واستمعت النيابة العامة إلى شهادة كل من والد المجنى عليه، ووالد إحدى المتسابقات، والمدرب الخاص بالمجنى عليه، والذين شهدوا بأن إهمالًا وتقصيرًا من جانب منظمى البطولة بالاتحاد المصرى للسباحة، والمنقذين، والحكام – لعدم مراعاتهم اللوائح والقوانين الواجبة الاتباع – كان سببًا فى وفاة المجنى عليه.
الاستماع لأقوال 20 شاهداً
كما استمعت النيابة العامة إلى أقوال حوالى عشرين شاهدًا، من بينهم مدير عام الدعم ومتابعة الهيئات الرياضية، وعضو اللجنة الطبية لسلامة وصحة اللاعبين بوزارة الشباب والرياضة، والمدير التنفيذى للاتحاد المصرى للسباحة، ومدير البطولة، والحكام المشاركون بها، والمدير التنفيذى للاتحاد المصرى للغوص والإنقاذ، والأطباء الذين تعاملوا مع حالة المجنى عليه وقت الواقعة، وقد أكدوا جميعًا وقوع إهمال وتقصير من الحكم العام والمنقذين، مما أسفر عن وفاة المجنى عليه.
وتبين من تفريغ محتوى المقاطع المرئية التى ضبطتها النيابة العامة – غير المجتزأة – أنه عقب وصول المجنى عليه إلى نقطة نهاية السباق، تهاوى إلى قاع حمام السباحة دون أن يلحظه المسؤولون عن الإنقاذ أو الحكام، حتى تم اكتشاف غرقه أثناء فعاليات السباق التالى، وذلك عقب مرور ثلاث دقائق وأربع وثلاثين ثانية.
كما ثبت من التحقيقات وجود طاقم طبى يتضمن طبيب رعاية مركزة وطبيبة اتحاد السباحة وسيارة اسعاف بمحل الواقعه.
عدم التزام كل من الاتحاد المصرى للسباحة ونادى الزهور الرياضى بأحكام قانون الرياضة
كما استمعت النيابة العامة إلى شهادة أعضاء اللجنة المشكلة بقرار وزير الشباب والرياضة بشأن الواقعة محل التحقيقات، والذين شهدوا بعدم التزام كل من الاتحاد المصرى للسباحة ونادى الزهور الرياضى بأحكام قانون الرياضة، فيما يتعلق بضوابط الحفاظ على صحة وسلامة اللاعبين المشاركين فى البطولة، وبما نص عليه الكود الطبى للاعبين الصادر بقرار وزير الشباب والرياضة رقم 1642 لسنة 2024، بشأن التقارير الطبية الواجب الحصول عليها قبل الاشتراك فى البطولات، وهو ما تأيد بما ثبت للنيابة العامة من فحص الملف الطبى للاعب المجنى عليه، إذ خلا من الإجراءات الطبية التى أوجبها القانون المشار إليه لتمكينه من الاشتراك فى البطولة.
تقرير تفصيلى عن زمن بقاء الطفل تحت الماء
وكانت النيابة قد قررت تكليف خبير متخصص فى الألعاب المائيةبإعداد تقرير تفصيلى عن زمن بقاء الطفل تحت الماء، ومدى ملاءمة التدخلات الأولية للمعايير المتعارف عليها فى مثل هذه الحالات، إضافة إلىتكليف جهات البحث الجنائى بإجراء تحرياتحول التزام المشاركين فى التنظيم بضوابط الأمن والسلامة.
تقرير مستشفى دار الفؤاد
وبحسب التقرير الطبى الصادر عن مستشفى دار الفؤاد بمدينة نصر، والموقّع من الفريق المعالج، فقد حضر الطفل “يوسف” إلى المستشفى بتاريخ الـ 2 من ديسمبر 2025 فى الساعة السادسة وعشر دقائق مساء وهو فاقد للوعى، ويعانى توقفًا فى عضلة القلب وانعدامًا للتنفس قبل وصوله.
تشييع جثمان الفقيد
وعاشت محافظة بورسعيد، أمس الجمعة ليلة حزينة واتشحت بالسواد خلال تشييع جثمان «الفقيد» فى جنازة مهيبة إلى مثواه الأخير، حيث تم دفنه بمقابر الأسرة بحى الزهور ببورسعيد، وسط حالة انهيار تام لوالده ووالدته وأصدقائه.
وكان جثمان يوسف قد وصل إلى محافظة بورسعيد فى الثالثة فجر الخميس الماضى، وتم وضعه داخل مسجد الكريم، الواقع فى نطاق حى الزهور والذى يبعد أمتارا قليلة عن المقابر القديمة التى تم دفنه بها.
وكان محمد عبدالملك، والد السباح يوسف، لاعب نادى الزهور قد نفى تعرض نجله لأى وعكة صحية أواصطدامه بالحائط خلال السباق.
